Skip links

قوة التحول: كيف تحول الألم والفقد إلى نجاح مستدام (تجربه شخصيه)

قوة التحول: كيف تحول الألم والفقد إلى نجاح مستدام (تجربه شخصيه)

في عالم مليء بالتحديات، يواجه الكثير منا أوقاتًا قد تجعلنا نشعر بالعجز. ولكن في تلك اللحظات، تكمن أعظم الفرص للنمو والتغيير. في هذه المقالة، سأشارك تجربتي الشخصية وكيف تمكنت من تحويل الألم والفقدان إلى قوة، وأشجعكم على اكتشاف قوتكم الداخلية وتحقيق نجاحكم المستدام
من الاستقرار إلى الفقدان
أجمل أوقاتي كانت في حضن عائلتي المستقرة، حيث كانت حياتي مليئة بالحب والدعم. لكن هذه الفترة من السعادة لم تدم طويلاً، فقد قررت الانتقال إلى الغرب للدراسة، وكان هذا القرار بمثابة بداية فصل جديد في حياتي. وسط تحديات الغربة، واجهت صدمة كبيرة عندما توفي والدي فجأة، دون أن أتمكن من وداعه. كان لفقدانه صدمة قوية فقد رحل السند و القوة، ومع ذلك، لم أسمح لهذا الألم أن يسيطر علي فهذا قضاء الله و قدره و استمريت لأكمل رسالتي بالحياة و أوفي ماوعدت به والدي العظيم .
تحديات الغربة والحرب
بعد فقدان والدي، بدأت الحرب في بلدي الأم، مما زاد من الأعباء النفسية التي كنت أتحملها. شعرت بالخوف والقلق على أهلي، ووجدت نفسي محاطة بناس كأنهم آلات، باردين بلا مشاعر، مما زاد من شعوري بالوحدة. لكن، بدلاً من الاستسلام، استمديت من هذه التحديات التي وهبني إياها الله ومن طفلي قوة لم أكن أعلم أنني أمتلكها من قبل.
المثابرة والإصرار
قررت أن أواصل سعيي لتحقيق أهدافي. لم يكن لدي مايمنعني من الحصول على الفرص التي أريدها، لذا بدأت بالماجستير و البحث العلمي واستطعت الحصول على منح دراسية ومناصب في مجال الهندسة. لم أكن فقط طالبة؛ بل عملت كمهندسة تطوير مدن في القطاعين الخاص والعام ، وفتحت مكتبي الخاص في ألمانيا. كانت لدي رؤية واضحة لما أريد تحقيقه، وهذا منحني الدافع للاستمرار
النجاح بعد الصمود
بعد سنوات من العمل الجاد والمثابرة، بدأت أرى ثمار جهدي. الألم الذي عشته أصبح درسًا في الصبر، والوحدة جعلتني أتعرف على قوتي الداخلية. تمكنت من تجاوز كل التحديات، وتحويل الألم إلى طاقة إيجابية. وعندما بدأت بالخطوات الحقيقه تجاه أهدافي، شعرت بالفخر ليس فقط لنفسي، ولكن أيضًا لطفلي، الذي شهد رحلتي.
ماأريد مشاركته معكم 
من تجربتي، أدركت أن التحديات ليست نهاية الطريق، بل هي بداية رحلة التمكين. القوة الحقيقية تكمن في قدرتنا على مواجهة الصعوبات والمضي قدمًا رغم كل شيء. عندما نؤمن بأنفسنا ونضع أهدافنا نصب أعيننا، يمكننا تحويل الألم إلى نجاح. كما قال نيلسون مانديلا: لا أخفق أبداً، إما أن أنجح أو أتعلم
قصتي هي دعوة لكل واحد منكم لاستكشاف قوتكم الكامنة. لا تدعوا التحديات تبعدكم عن أحلامكم، بل اعتبروها فرصًا للنمو
في أكاديميتنا، نسعى لمساعدتكم على اكتشاف إمكانياتكم، وتطوير مهاراتكم لتتمكنوا من التغلب على التحديات وتحقيق أهدافكم. تذكروا، كل منكم لديه القدرة على تحويل الألم إلى قوة والضعف إلى نجاح
قوتك لا تأتي من ما يمكنك فعله، بل تأتي من التغلب على ما كنت تعتقد أنك لا تستطيع فعله.
 
بالخاتمة اود مشاركتم ببعض التوصيات التي ساعدتني في تطوير ذاتي
تحديد الأولويات بوضوح: أولوياتك هي البوصلة التي توجهك في الحياة. احرص على وضع نفسك وصحتك وسلامك الداخلي في المقدمة. ابنِ توازنًا بين العائلة، العمل، والنجاح الشخصي، لتتمكن من العطاء بشكل أفضل في كل جانب
عدم الاستسلام للرغبات العابرة: المثابرة والتطوير المستمر هما مفتاح التقدم. التزمِ بالتعليم والتعلم، واعرف أن النجاح يأتي من الاستمرارية والسعي، وليس من الإغراءات اللحظية
التنفس وإعطاء النفس مساحة: الحياة تتطلب أحيانًا وقفة للراحة والتأمل. خصص وقتًا لنفسك للتنفس بعمق، والهدوء، والاستمتاع بلحظات السكون. هذا يعزز من قوتك الداخلية ويجدد طاقتك
الاستسلام الواعي بدلاً من الاستسلام السلبي: لا يعني عدم تحقيق هدف معين أنك فشلت. أحيانًا، ما لا يتحقق يحمل في طياته فرصًا أخرى. عند مواجهة تحدٍ، حاول أن تنظر إلى الجانب الإيجابي منه، وتذكر أن الحياة تمنحنا دومًا فرصًا جديدة
الاستمرار والثقة بالنفس: الثقة بالنفس هي ركيزة أساسية في مسيرتك. حتى في أصعب الأوقات، ثقي بأنك قادرة على التقدم، وواصل الرحلة. كل خطوة، مهما كانت صغيرة، تقربك من أهدافك
الامتنان: لكل ما تملكه وكل ما تحققه، الامتنان يعزز من شعورك بالرضا ويمنحك طاقة إيجابية لمواصلة التطور
الاحتفاء بالخطوات الصغيرة: لا تنتظري الإنجازات الكبيرة لتشعري بالرضا. أي خطوة صغيرة، أي تقدم ولو كان بسيطًا، هو إنجاز يستحق الاحتفاء. كل تقدم هو جزء من رحلتك نحو النجاح
و بالختام أكثر ماخدمني في رحلتي هو
: تقبل القدر
إذا مررت بتجربة صعبة مثل فقدان شخص عزيز، عليك ان تتذكر ابتسامته و كلماته و كل خطوه تخطوها للأمام تكون بمثابة اهداء لروحه فهو معك و يدعمك و يسعد لنجاحك